مشكلة الخوف و قلق الانفصال و الاكتئاب عند الاطفال
ان حالة الخوف عند الطفل هى حالة شعورية وجدانية يصاحبها انفعال نفسي و بدنى تنتابه عندما يشعر بالخطر و يكون مصدر هذا الخطر داخلى من نفس الطفل او خارجى من البيئة المحيطة.
أسباب الخوف عند الاطفال:
تخويف الطفل حيث يلجأ بعض الكبار الى تخويف الطفل كى يمارس ما يريده الوالدين مثل ان يقول الوالدين للطفل ان لم تتم فسنأتى لك بالوحش او الذئاب لتأكلك.
و بأحاطة الطفل بذلك الخوف يشعر بالنقص و يفقد الثقة بالنفس ومن ثم الخوف.
كذلك السخرية من الطفل الخائف و الضحك عليه امام الاخرين و جهل الطفل بحقيقة الاشياء التى يخافها او الاحداث التى يسمع عنها.
و يخاف الطفل احيانا لجذب انتباه والديه و معلميه خاصة اذا كان الطفل يفتقد لمشاعر الحب و الحنان و شعور الطفل بعدم الاستقرار و الامن فى الاسرة بسبب المنازعات التى تحدث بين الوالدين او فقدان احدهما.
و لذلك لابد لعلاج الخوف عند الاطفال من الامتناع عن السخرية مما يخاف منه الطفل و مناقشته بالموضوع الذى يخاف منه و لا نطلب منه نسيانه لانه سيبقي يخيفه و يسبب له القلق.
و تعريضه للموقف بالتدريج مع وجود الام كذلك الابتعاد عن تخويف الطفل و استثارته عندما لا يقوم بعمل ما او عندما نريد منه ان يكف عن عمل سئ و اشعاره بالامن النفسي داخل المنزل و ابعاده عن المشاحنات الاسرية.
اضافة لاستخدام اسلوب النمذجة و ذلك بان نحضر للطفل فيلم لاطفال شجعان يتخلله مثيرات تخيفه و مع التكرار سيقوم الطفل بتقليدهم و ان لا نشعره بخوفنا من شئ ما لانه يكتسب من تلك الصفة.
و يجب تفقد مكتبة الطفل السمعية و المقروءة و البصرية فقد يكون لديه ما يشعره بالخوف اما صور لبعض الحيوانات المخيفة او افلاما مرعبة.
مشكلة قلق الانفصال:
وهى شعور الطفل بعدم الارتياح و الاضطراب و الهم و يظهر ذلك نتيجة للخوف المستمر من فقدان احد الوالدين و التعلق غير الامن بالحاضن و يعبر عنه الطفل ببكاء شديد لمدة طويلة عندما ينفصل عن امه ثم ببكائه مرة اخرى عندما يجتمعان كذلك يبكى الطفل غير الامن عندما يبعد عن الالتصاق العضورى بجسد الام.
و تعود اسباب هذه المشكلة الى الشعور بعدم الامان نتيجة للحماية الزائدة و الاعتماد على الكبار و غياب الام المتكرر عن الطفل فى السنوات الاولى من عمره و المشاكل و الصراعات الاسرية التى تثير خوف الطفلمن فقدان احد الابوين.
و لعلاج هذه المشكلة يجب اشعار الطفل بالأمان و الطمأنينه و تعويده الاعتماد على النفس و بناء علاقة عاطفية ومستمرة معه وعدم تركه فجأة فى السنوات الاولى من عمره و اذا حدث ذلك يجب تعويضه بحاضن مناسب كذلك المحافظة على التماسك الاسرى و حل الخلافات الاسرية بعيد عنه.
الاكتئاب :
و لان الطفل كائن حساس يتأثر بكل ما يدور حوله و يتفاعل معه و يتأثر بدرجة كبيرة فى حالة اصابة الاب او الام بالاحباط او الاكتئاب او بوجود مشاكل اسرية فمتى كانت الظروف المحيطة مشحونة بالاحباطات و المشاحنات نشأ على الاحساس بالكبت و الانطواء وقلة الحركة مما يحرمه من ممارسة حقه فى اللعب كأقرانه فى مثل سنه مع تدهور فى شخصيته و انحدار فى مستواه الدراسي و الام عادة اول من يلاحظ علامات الاكتئاب عبى ابنها فهو يبقي وحده فترات طويلة لا يتحرك كثيرا و نادرا ما يبتسم ولا يلعب او يلهو مع اصدقائه و هذه الاعراض تظهر فى مرحلة الحضانة او المدرسة وتكتشفها المعلمة ومتى تحول الاكتئاب الى حالة مستمرة فذلك يؤدى الى شخصية سلبية منطوية منعزلة عن الاخرين ليس لديها دافع للحياة تعيش بنظرة قاتمة خالية من اى سعادة.
وللتخلص من ذلك لابد من خلق جو اجتماعى مرح يعيش فيه الطفل بين اصدقائه و هذا يخفف حدة التوتر و الوسط الاجتماعى الطبيعي يخلق الانسان السوى على العكس تماما من جو العزلة الذى يجذب الطفل الى عالم الوحدة و القلق و عدم التألف.
و على الاباء الا يقحموا الطفل فى مشاكلهم وان تكون مناقشاتهم بعيدة عن سمعه و بصرهع فالصوت العالى قد يصيبه و يدخله فى دوامه التوقعات المخيفة اضافة الى شعوره بالغربة بينهم فيبحث عن عالم اخر من الخيال لكى يهرب من احباطاته و لابد ان يتفهم الوالدين نفية الصغير و يدركوا تحولاته فالهدوء الزائد و عدم التفاعل و التصرف كمن هم فى سنه و اى تغيير يطرأ على سلوكه يشير الى احتمالات المرض كاضطرابات النوم او فقدان الشهية للطعام او البكاء و الحل هو محاولة تفهم مشاكل الطفل و منحه حقه فى الحياة مع اب و ام يعرفان واجبهما تجاهه او بالعرض على الطبيب النفسي متى تفاقمت المشكلة حتى يجد العلاج المناسب لمشاكل الاسرة التى تؤثر سلبيا على حياة الطفل و مستقبله.
هذا العرض لاهم المشاكل النفسية التى من الممكن ان يتعرض لها الطفل فى هذه المرحلة من عمره و التى غالبا ما تؤثر على شخصيته المستقبلية ان لم تعالج بالشكل الصحيح و يعود فى ذلك للاهل و ما يوفرونه للطفل من بيئة اسرية طبيعية خالية من التعقيدات و مناخ مناسب لتكوين الشخصية السوية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق