أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 20 فبراير 2016

الطفل التوحدى

الطفل التوحدى

التوحد حالة من الاضطراب النفسي تصيب حوالى 0,02 - 0,05 % من الاطفال , تؤدى الى تدهور نمائى شديد لدى الاطفال فى المهارات الاجتماعية و اللغوية و مهارات الاتصال غير اللفظية , و يتعدى حدوث هذه الحالة لدى الاطفال الذكور أربعة اضعاف حدوثها لدى الاناث الا ان شدتها لدى الاناث تكون اكبر من الذكور , حيث يبدأ الاضطراب فى سن مبكر خلال الثلاث سنوات الاولى من العمر.

اعراض التوحد:

و ما يميز اضطراب التوحد هو فشل الطفل فى عمل علاقة مع والديه او مع الاخرين و يبقي فى عزلة اجتماعية شديدة تصاحبها عدم القدرة على التركيز فى اى شخص او اى شئ كما لا يستجيب الطفل المصاب عاطفيا ولا يمتلك القدرة على اعطاء المتطلبات العاطفية.

و يلاحظ الاطباء نتيجة لذلك حالة من التأخر فى الكلام لدى الطفل , أما اذا كان الكلام طبيعيا فيكون تكرارا و اعادة لكلام الغير مثل صدى الصوت بأيقاع غير حساس يرافقه الكثير من العيوب اللفظية و اللغوية الاخرى.

كما لا يتضح على الطفل المصاب أثناء فترة الرضاعة السلوك التفاعلى او التفاعل الاجتماعى حيث يكون غير موجود او متأخر , كما لا يأخذ الطفل وضع الاستعداد عندما يحضنه الاخرون فيما يفضل ان يكون بفرده فى بيئة ثانية مع العابه المحببة اكثر من وجوده مع الاشخاص واذا ما فقد الطفل هذه الظروف او تغيرت عليه فانه يندفع فى تفاعل غضبان حيث يلقي نفسه على الارض تارة او يخبط رأسه بالحائط تارة اخرى.

أما التلاصق او التواصل البصرى فى هؤلاء الاطفال فيكون قليلا جدا او منعدما. ويتصف هؤلاء بعدم المبالاه لمحاولات الاخرين فى ادماجهم ضمن جماعات اللعب , اضافة الى قلة استجابتهم للألم ونفس الاستجابة للضوضاء العالية و هنا يرى الخبراء السلوكيون ضرورة احترام سلوك الاطفال المتعمد بطريقتهم وحسب طبيعتهم.

و من الملاحظ ان الطفل التوحدى يعبر عن افعاله اكثر بكثير عما يستطيع التواصل بالكلمات كما ان بعضهم يتصفون بالتوتر و قلة الهدوء و البعض الاخر اصحاب ميول عدوانية و تخريبية بما فى ذلك ايذاء النفس.

اسباب التوحد:

و لا تزال النظريات العلمية عن التوحد غير مثبتة و لكن التوحد لا يورث من قبل الاباء فهناك دلائل على وجود اسباب عضوية مثل التعرض للأصابة فى الدماغ او استعداد بيولوجى او عيوب فى الجهاز العصبي و هناك دلائل حديثة تشير الى ان مسببات التوحد ناجمة عن اسباب فسيولوجية عصبية و البعض يفسر التوحد على انه عيب فى اللغة و لكنه فى كل الاحوال هناك خلل وظيفي عصبي.




علاج التوحد:
هناك العديد من العلاجات للتوحد الا ان الوسيلة الافضل لمساعدة هؤلاء الاطفال تعتمد فى الاساس على تكوين علاقة معهم تضمن الاستمرار فى التواصل و يرتكز العمل الذى يؤديه الخبراء السلوكيون المتابعة لحالة هؤلاء الاطفال على اسلوب التواصل معهم حيث تتبع اهمية الأداء من خلال المقدرة على تكوين اتصال بين عالم الطفل الخيالى و عالمه الحقيقي.

و يرى العلماء انه لا يوجد علاج معتمد للتوحد ولكن هناك وصفات مختلفة حسب اختلاف الحالة و ان معظم العلاجات قد تصلح لأشخاص ولا تصلح لأخرين.

و مهما كانت طريقة العلاج الا انه من الضرورى العمل على وضع خطة علاجية خاصة بكل شخص لتقابل احتياجاته المتفردة وفى معظم الحالات يستجيب مرضى التوحد للأدوية العلاجية مع التعليم و تشمل هذه الادوية علاجات حيوية غذائية و علاجات سلوكية و علاجات تكميلية. و عموما فان استخدام العلاجات الحيوية مع العلاجات السلوكية أكثر هذه الطرق فاعلية.

كما ان العديد من العلاجات الحيوية و الغذائى المستخدمة فى التوحد الا ان اكثرها انتشارا هى العلاجات الدوائية و التعويض بالفيتامينات و العناصر الاساسية.
و تستخدم الادوية ايضا لتخفيف الاعراض و الاضطرابات السلوكية مثل فرط الحركة و الاندفاعية وصعوبات الانتباه و القلق حيث تعمل الادوية على تقليل الاعراض السابقة و تمكن الطفل من الحصول على اعلى فائدة من التدخلات السلوكية و التعليمية.

اما العلاجات السلوكية فقد صممت للتغلب على السلوكيات المضطربة و ظيفيا و تنمية مهارات خاصة اجتماعية وتواصلية او حسية.
القاعدة الاساسية فى التعليم هى ان لكل شخص مصاب بالتوحد طاقة و نسبة العجر و بناء عليه فلابد و ان يتوافق التعليم مع احتياجات الطفل الشخصية , و يعتمد هذا النوع من العلاج على الفن و العلاج بالموسيقى و التعايش مع الحيوانات الاليفة وهذه الطرق العلاجية لا تعد فى حد ذاتها تدخلات سلوكية او تعليمية , و لكنها تضيف فرصة للطفل لتنمية مهاراته الاجتماعية و التواصلية بالاضافة الى التدخلات التعليمية والسلوكية.

و يقدم العلاج بالفن طريقة غير لفظية للطفل للتعبير عن مشاعره حيث تعمل التدخلات الموسيقية على تنمية المهارات الكلامية و اللغوية كما ان العلاج بالحيوانات مثل ركوب الحصان و السباحة مع الدولفين من شأنها العمل على تنمية مهارات الطفل الحركية التى تنمى بالتالى الثقة بالنفس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق