التأتأة و التلعثم عند الاطفال
يمر معظم الاطفال فى مرحلة اكتساب اللغة بين 2 -٦ سنوات تقريبا بمرحلة عدم الطلاقة اللفظية أى يحدث لديهم تقطيعات فى كلامهم ابرزها الاعادة سواء اعادة مقطع من الكلمة او صوت منها. و ذلك لان هذه المرحلة هى المرحلة الذهنية لاكتساب معظم المهارات بما فيها المهارات اللغوية و بسبب العبء الذى يمر به الاطفال يحدث لنسبة كبيرة منهم صعوبات اثناء التعبير مثل تكرار بعض الكلمات او المقاطع مثل : انا انا انا او بببا و هكذا ... وعادة اذا احسن الاهل التعامل مع الطفل فى هذه المرحلة تمر بسهولة.
و يتخلص معظم هؤلاء الاطفال من هذه الصعوبات بعمر ٦ - ٨ سنوات على اقصي تقدير.
ولكن اذا استمرت هذه الاعراض لما بعد سن ٦ - ٨ سنوات او زادت حدتها بمعنى ان الاعادة تزيد عن ثلاث مرات للصوت الواحد او الكلمة الواحدة مثل: انا انا انا انا انا و ظهرت اعراض اخرى مثل التوقف أى توقف الصوت او مايصفه الاهل بتوقف الهواء فى الحلق او ظهور اى اعراض مصاحبة مثل رمش العينين او احمرار الوجه او الشد على الفك او غير ذلك فهذه المظاهر تستدعى استشارة اخصائى نطق ولغة حيث هناك اعتقاد فى هذه الحالة بأنها ليست فقط عدم طلاقة حقيقية و لكنها مؤشر لتأتأة حقيقية.
اى انه اذا استمرت هذه المظاهر او زادت سوءا او بدأت مظاهر اخرى بالظهور فأن الامر يكون غالبا مقدمة لمشكلة من مشاكل الطلاقة اللفظية و المعروفة باسم التأتأه.
و التأتأة الحقيقية مظهر من مظاهر عدم الطلاقة فى الكلام والتى تستمر لفترات طويلة من الحياة و قد تؤثر نفسيا و بشكل سيئ على الانسان سواء فى حياته العملية او العلميه او الاجتماعية لذا يفضل ان يتم التعامل معها مبكرا بعمل برنامج منزلى يساعد الاهل فى طريقة التعامل مع الطفل و كذلك برنامج تدريبي مباشر للطفل للحد من تطور الاعراض و المظاهر.
للتأتأة ثلاثة مظاهر اساسية وهى :
- التكرار لمقطع او كلمة.
- التوقف اى توقف الصوت او الهواء اثناء اصدار هذا الصوت .
- الاطالة مثل سسسسس....يارة.
و للتخلص من هذه المشكلة يحدث ان يبتكر الطفل سلوكيات يعتقد انها تساعده على الكلام بطريقة افضل او اسهل مثل شد الفك او اليد او رمش العين او القدم او وضع اليد على الفم و غيرها وتسمى هذه السلوكيات المصاحبة .
و مع التقدم بالعمر و صعوبة التخلص من المشكلة و ظهور بعض الاستهزاء من الاخرين و التوتر من الاهل و غير ذلك من مظاهر لافتة للانتباه يبدأ الطفل بتكوين صورة سيئة عن الكلام و عن نفسه و يبدأ اما بالانسحاب الاجتماعى او العدوان اليدوى اللتعامل مع اثار المشكلة.
من الحقائق عن المتأتئين ما يلى:
- لا علاقة بين التأتأة و الذكاء غالبا ( رغم ان التأتأة قد تكون مرافقة لبعض الاطفال ذوى الاحتياجات الخاصة , مثل متلازمة داون كمظهر من مظاهر المشكلة وليست كتأتأة عادية) .
- لا علاقة بين التأتأة و الاداء الدراسي فمعظم المتاتئين متفوقون دراسيا و ذوو حساسية واضحة نفسيا.
- تظهر التأتأة لدى جميع الاعراق و البلدان والمستويات الاقتصادية.
- الأثر النفسي يزيد المشكلة سوءا لكن غالبية مشاكل التأتأة التى تظهر فى الطفولة لا يكون سببها نفسيا مثل تلك التى تظهر بعد اكتساب اللغة او بعد المراهقة.
- عمر المتدرب و مدة التأتأة التى مر بها.
- طبيعة التأتأة .
- الظروف الاسرية والنفسية المصاحبة.
- اقتناع الشخص بوجود مشكله لديه و الرغبة بحلها نتيجة لما يرده هو و ليس ابواه او الاخرون.
- الالتزام بما يتطلبه التدريب من طرق وتقنيات قد يحتاج الشخص الى اتباعها طوال عمره.
- الالتزام بالوقت الكافى للتدريب , فالتاتأة كما اصفها دائما تشبه الحمية الغذائية فلا يمكن اتباعها فترة ثم التوقف عنها فترة ثم الرجوع و ايضا يجب ان يتم تطبيقها عن اقتناع و الا فلن تعطى النتائج المطلوبة ثم هى طريقة حياة و ليست فترة مؤقتة ثم تنتهى لان الوزن الزائد قد يرجع عن التوقف عن اتباع اى حمية كانت.
بعض النقاط المهمة و الارشادات الضرورية حول مسألة التأتأة:
- التدريب يكون ناجحا بنسبة جيدة مع الالتزام بما يطلبه المختص و الاستمرار لحين نهاية البرنامج.
- الشخص الذى يعانى من التلعثم او التأتأة يتأتئ عندما يتحدث مع نفسه او مع الجمادات او الحيوانات و عندما يتحدث بحديث منغم مثل القرءان و الاناشيد و الغناء.
- لا يوجد علاقة مباشرة بين الذكاء والتأتأة بل ان معظم من لديهم تأتأ يكونون من المتفوقين فى الدراسة و لديهم حساسية عالية.
- لا تطل من الطفل المتأتئ ان ياخذ نفسا قبل ان يتكلم او ان يفكر وخصوصا امام الناس لان الذى يحدث معه هو شئ خارج عن سيطرته.
- اكد للطفل انك تحبه مهما كان و اجعل من فترات كلامك معه فترات مرحة و ناجحة.
- تجنب التعبير عن الامتعاص لما يحدث مع الطفل و لو حتى بتعابير الوجه ولا تتحدث عن مشكلته امامه.
- ركز على المهارات الاخرى التى يجيدها الطفل مثل اللعب و الغناء.
- اجعل من كلامك نموذجا جيدا فلا تسرع و تأكل الكلمات.
- اعط الطفل وقته للحديث ولا تكمل بدلا عنه الكلمات و الجمل.
- اكد للطفل ان لديك الوقت الكافى لسماعه و اعطه هذا الوقت.
- اذا كان الطفل متوترا لسبب مفرح او محزن فحاول ان تجعل يتجنب الكلام فى تلك اللحظات و اطلب منه ان يذهب مثلا لتغيير ملابسه و الاغتسال ثم العودة للكلام عما يريد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق